الروح المعنوية
كيف نطور فهم الطلبة بأن التميز الأكاديمي يمكن أن يوصلهم إلى تحقيق أهدافهم؟
المؤلف: ويليام دامون
ترجمة: د. سعيد الخواجة
عندما دخلت المدرسة الثانوية، كانت مسألة تحقيق التميز تمثل الشيء الأبعد عن عقلي. ولم يكن لدي سبب للاعتقاد أن بإمكاني التميز في المساقات الدراسية، ولم ألاحظ أي سبب يشجعني على محاولة ذلك. وتركز اهتمامي على عدم مواجهة المتاعب، ولكن ذلك كان يتطلب حداً متوسطاً من الجهد. وكما هو حال العديد من الطلبة، فسرعان ما تعلمت الدرس الذي طرحه Theodor Sizer, 1984 الذي صاغه في معادلة التوازن: طالما أنني قد أبليت بشكل جيد وبحيث لا أتسبب في إيذاء نفسي أو المدرسة، فإن معظم المعلمين سوف يتركونني وشأني.
ولكن أمرين حدثا خلال الصف التاسع، وأديا إلى تغيير اتجاهي ونظرتي تجاه الجهود الأكاديمية للأبد. ولم تكن التجربة درامية أو غريبة، ولم تكن أهميتها تشعرني بالإحباط فوراً. ومع ذلك، فقد بقيت محفوظة في ذاكرتي لأنها أثارت دافعيتي للاحتمال وبذل مزيد من الجهد.
والأكثر من ذلك، فخلال بحثي الحديث فقط وجد أن النهضة الأكاديمية للطلبة الذين يشقون طريقة لتحقيق الهدف Damon, 2008 كثيراً ما تحدث بطرق مشابهة للخيوط الأولية للاهتمام الذي كنت أشعر به منذ زمن بعيد.
نقطتا التحول
في وقت مبكر من السنة الأولى في المرحلة الثانوية، وفي إحدى المهام الأسبوعية في حصة اللغة الإنجليزية، قمت بتسليم ورقة الواجب التي تمكنت من إكمال نصفها. ولكنني في هذه المرة ارتكبت خطأ عندما سلمت المقالة إلى المعلم، إضافة إلى أنني قلت عبارة (لم أمض وقتاً كافياً في حل الواجب، ولكنني أعرف أن هذه الواجبات الأسبوعية ليست ذات أهمية كبيرة." وكان معلمي رجلاً كبير السن ، ومن الأشخاص الذين بذلوا جهد كبيراً في حياتهم، وأخذني جانباً وقدم لي نصيحة. رفع نظارته، وثبت عينيه نحوي، وقال: " سيد دامون، إن كل شيء تقوم به في هذا العالم ضروري." وبسبب الطريقة الفعالة التي قال فيها هذه العبارة، أو ربما لأن الفكرة كانت غريبة على طريقتي اللامبالية في التفكير في ذلك الوقت، فقد كان وقع الرسالة كصوت استمر يرن في أذني من ذلك الوقت وحتى اليوم.
أما تجربتي الأخرى التي أذكرها ، فقد جاءت في وقت لاحق من ذلك العام عندما عملت في صحيفة المدرسة. لقد انضممت إلى فريق الصحافة لتغطية الفعاليات الرياضية: لم أكن رياضياً جيداً في تشكيل الفرق، ولكنني كنت أستمتع بمشاهدة الألعاب ومرافقة اللاعبين. وكان أول واجباتي هو تغطية لعبة كانت موضع اهتمام قليل لدى الكثيرين. قامت مجموعة من المهاجرين من شرق أوروبا بتشكل فريق لكرة القدم وطلبوا إجراء مباراة تدريبية مع فريقنا. وقد كانت مباراة جيدة، حيث كان الفريق الزائر قد تغلب على فريقنا، ولكن ليست هذه هي القصة التي استقطبت مخيلتي. لقد بقيت لكي أتحدث إلى المهاجرين بعد انتهاء المباراة، وتحدثوا عن تشوقهم للحضور إلى أمريكا، والحياة الصعبة التي تركوها في بلادهم، وعن معنى الحرية السياسية بالنسبة لهم، وآمالهم بشأن أنفسهم وأسرهم في هذه الأرض الجديدة.
وفتح هذا الحديث عالماً من الفهم الثقافي والتاريخي ، الذي تجاوز ما كنت أتعلمه في مادة الدراسات الاجتماعية. والأكثر من ذلك، أنني عندما كتبت قصة للصحيفة حول حياة هؤلاء المهاجرين، قرأها صديقي وعلق قائلاً : إنها رائعة.
لقد وجدت هدفاً مجدياً. كفتى في الرابعة عشرة من العمر، فإن فعل استكشاف معلومات غير معروفة مسبقاً، ثم إيصالها إلى الآخرين قد بدا قوياً وذا قيمة. وبعد ذلك، لم أواجه أي مشكلة في تكريس انتباهي لكتابة واجباتي الدراسية. لقد صممت أن أتعلم المهارات التي أحتاجها لكي أحقق هدفي. إن خياري الوظيفي كباحث وطالب بدأ من خلال العاطفة الشخصية التي اكتشفتها في ذلك اليوم.
إن هاتين الخبرتين عندما كنت في الصف التاسع تشتركان في عدد من العناصر.
أولا، أدت إلى زيادة دافعيتي للتعلم ، وأعطتني سبباً للبحث وبذل مزيد من الجهد لتحقيق التميز.
ثانيا: جعلتني أفكر في أي نوع من الأشخاص أنا، وما الذي يمكنني إنجازه من خلال المعرفة التي توفرها مدرستي.
ثالثا: ألهمتني فكرة أن جهودي يمكن أن تخدم في تحقيق هدف هام ومفيد إذا تمكنت من عمل خيارات جيدة حول كيفية قضاء وقتي.
وفي الحادثة الأولى، أدركت أن أفعالي مهمة. وفي الثانية، وجدت طريقة للمساهمة في شيء ذي قيمة من خلال المشاركة في نشاط يعزز مهاراتي الأكاديمية. كما أن مفهوم الإنجاز يمثل هدفاً ذا قيمة ألهمتني به تخيلاتي، وبتوجيه من خياراتي، وأدى إلى تعزيز وزيادة طاقاتي نحو تحقيق التميز.