بحث السؤال (لماذا)
يمكن للمعلمين بحث سؤال (لماذا) عبر المناهج. لماذا يحتاج الناس إلى تعلم مادة التاريخ أو الرياضيات؟ لماذا من المفيد تعلم القراءة والكتابة بشكل جيد أو تهدئة الكلمات بشكل صحيح؟ لماذا نتوقع منكم ومن زملائكم من الطلبة التميز في العمل الذي نكلفكم به؟
وأثناء عملي في المدارس الثانوية، وجدت أن التدريس في مادة العلوم يوفر إطاراً مناسباً لإثارة أسئلة (لماذا، ولم لا). إن مثل هذه الأسئلة يمكن أن تثير اهتمام الطلبة فيما يعتبره الكثيرون منهم على أنه موضوع صعب وشائك. وقبل بضع سنوات، جربت هذه الطريقة خلال برنامج مدرسي صيفي للطلبة الموهوبين من المرحلة الثانوية. وناقشنا البحوث في علم العضويات الدقيقة ضمن إطار المسائل الأخلاقية مثل رغبة أخصائيي علم الجينات الوراثية والاستنساخ. وقد التزم الطلبة بزيادة قراءاتهم في المواد العلمية الصعبة، وكان لديهم دافع كجزء من تعزيز تقديرهم للمسائل الأخلاقية.
وبما يتجاوز مسألة المناهج، فإن بإمكان المعلمين ومرشدي المدارس إثارة أسئلة حول الهدف ضمن إطار الخيارات المهنية. " لماذا قمت (المعلم) باختيار مهنة التدريس كوظيفة لي؟" إن بحث هذا الموضوع مع الطلبة، والذي قلما يطرحه المعلمون، يجعل الطلبة موضع احترام البالغين، ويشجعهم للبحث عن هدف. إن فكرة أن التدريس يدعو لخلق فرد مخلص مثابر قد يوفر وجهات نظر ملهمة حول الاحتمالات المهنية لطلابنا.
وضمن إطار أوسع، فإن بإمكان الطلبة الاستفادة من المزيد من المناقشات في المدرسة، حول المضامين المهنية من مساقات العمل الذي يقومون به. ما نوع الوظائف التي يستطيع المتميزون في مادة الجبر القيام بها؟ ما نوع العمل الذي يمكنهم إنجازه؟ لماذا يعتبر هذا ضرورياً؟ كيف يمكنني اكتشاف المزيد حول أين يمكن أن تقودني مواهبي في الرياضيات، وكيف يمكنني استغلالها في بناء مهنة مناسبة؟
ولتعزيز مسار التميز المعنوي، يمكن للمعلمين تعريف الطلبة على أشخاص من التاريخ، ممن تصرفوا بكفاية وشجاعة في مواجهة الضغوطات والمخاطر الشخصية، مثل نيلسون مانديلا، فاسلاف هافيل، كاثرين غراهام، وبوريس يتلسين. وإضافة لذلك، فيمكن للمعلمين وغيرهم من موظفي المدرسة بحث المشكلات الأخلاقية التي قد تنشأ في المدارس، ليس مثل خرق التعليمات المدرسية بل أيضا المخالفات ذات الأهداف المعنوية الأعمق، وبما يساعد الطلبة للإجابة والتعليق عن مثل هذا السؤال، لماذا لدينا قواعد ضد الخداع والغش بالدرجة الأولى؟ إذا أدرك الطلبة أن الهدف الأخلاقي من وراء هذه القواعد هو المحافظة على معايير العدالة، والأمانة والثقة، والتكامل، فإنهم سوف يحافظون على القواعد بمزيد من العزيمة والإصرار لتطبيقها، أكثر من مجرد اعتبار القواعد كمجموعة أخرى من الأوامر الصادرة عن سلطات المدرسة.
ويمكننا بناء ثقافة الهدف للطلبة بآلاف الطرق والوسائل طوال اليوم المدرسي. وهناك بعض الطرق التي لا تتطلب أكثر من مجرد ملاحظات جيدة التوجيه أو سؤال يطرحه معلم مثابر. وهناك ما يفتح احتمالات جديدة لتعديل مواد المناهج من خلال مهمة المدرسة الأكاديمية. إن ورقة العمل التي أعدها طالب ستانفورد (مات أندروز) قد وفرت لي عدداً موثقاً من الطرق التي من خلالها يمكن للمعلمين تعزيز وجهات النظر حول الهدف في غرفة الصف. إن هذه الاستراتيجيات التي تتضمن عدداً من الطرق التي استخدمها المعلمون طوال مدة عملهم، قد اكتسبت قوة أكبر عندما قام المعلمون باستخدامها كجزء من الجهود القصدية لتحديد هدف خلال عملية التعلم. ومثال ذلك، أن بإمكان المعلمين:
- المشاركة في محادثات منتظمة مع الطلبة حول آمالهم، أحلامهم، وطموحاتهم في الحياة.
- تقدير إنجازات الطلبة التي تشير إلى مسائل تتجاوز مجرد الاهتمام بالذات.
- ربط النشاطات المدرسية الحالية بخطط الحياة المستقبلية للطلبة.
- تشجيع التفكير الأعمق من خلال تكرار طرح أسئلة: لماذا؟ عندما يقدم الطلبة إجابات مشفرة لمثل هذه الأسئلة.
- ربط المواد الدراسية بمسائل وقضايا عالمية.
- تزويد الطلبة بأسباب بيداغوغي توضح الهدف من نشاط أو درس معين.
- تطوير دروس توضح كيف أن جهود وأفعال الطلبة تساهم في نجاح أنظمة أوسع (مثل، وحدة دراسية في مادة العلوم والتي تربط سلوك الطالب بالآثار البيئية).
- تعريف الطلبة بالهدف من إجراء المناقشات والإجازات.
- خلق وحدات بيوغرافية حول الناس ذوي الأهداف والتي تتضمن كلا من أناس مشاهير وأشخاص محليين ممن لديهم اتصال مباشر مع الطلبة.
- تعزيز الهدف المدني من خلال تشجيع الحس بالمواطنة المسؤولة داخل المدرسة وخارجها.